و واقع الحال، أن هذا التطبيع وما سمي بـ"اتفاق سلام" هو بمثابة طعنة في جسد الأمة ودعوة للأنظمة العربية المتهاونة للمسارعة في الإعلان عن علاقتها السرية المشوهة مع الكيان الصهيوني كسباً للرضا الصهيو- امريكي، ودعماً لبقاء تلك الأنظمة على كراسي الحكم غير عابئة بشعوبها التي لطالما كانت تؤمن بأن القضية الفلسطينية والقدس الشريف هي القضية المركزية للأمة الإسلامية.
ويعتقد البعض، بان هذا الانفضاح والإعلان عن مثل هذه العلاقات يعتبر نصرا للقضية الفلسطينية ومحور المقاومة من حيث أنه في عصر الحقائق أخرج هذه الكيانات الهزيلة والمنافقة من صف الأمة العربية الإسلامية إلى صف العدو وبذلك تأمن مكائده ومؤامراته وفي نفس الوقت لن تضيف للعدو الإسرائيلي أي مصدر قوة سوى الدعاية الإعلامية.
وسيتبين عما قريب لتلك الكيانات الضعيفة والمهرولة للتطبيع مع الكيان الصهيوني فداحة الثمن الذي ستدفعه من جراء التغلغل "الإسرائيلي" المدمر في أوساط شعوبها والقوى السياسية وفي اقتصادها ومواردها بل و أنظمتها الاستبدادية الظالمة.
كما أن خطوة التطبيع "الإماراتي الصهيوني" أثبت صحة الاتهام بأن العدوان الذي يُشن على اليمن واحتلال أراضيه وجزره يأتي في إطار تحقيق المطامع الصهيونية وخدمة لمصالحها وتطلعاتها للسيطرة على البحر الأحمر؛ هذه خطوة تبطل ادعاءات الإمارات والسعودية التي تهدف من عدوانها على اليمن وما يسمى "عاصفة الحزم" وإعادة الأمل إلى خدمة الشعب اليمني ويعد انتصارا للقوى الوطنية في صنعاء والمحافظات غير المحتلة التي تصدت لهذه القوى الاستعمارية الموالية للكيان الصهيوني، وإثبت بأن ما ترفعه من شعارات وما تبذله من تضحيات في المقاومة والصمود للدفاع عن اليمن هو للحفاظ على سيادته واستقراره وامتلاك مقدراته.
وإن انفضاح الوجه الحقيقي للإمارات والدول المطبعة مع الكيان الصهيوني يضع دعاة الانفصال جنوبي اليمن في نفس موقع الخيانة ويعريهم من أي قيم وطنية أو دينية، ويكشف حقيقة أولئك المتطرفين المنتمين إلى أحزاب سياسية أو جماعات مسلحة إرهابية بأنهم دعاة فتنة وعملاء رخيصون لأعداء الأمة الذين يشنون حربا على اليمن بهدف تطويع قرارها السياسي وسلب سيادتها ونهب ثرواتها.
وكان من المتوقع هرولة السودان والمغرب والبحرين نحو التطبيع، وهي بهذه الخطوة ستثير وتوقظ الشعوب العربية في تلك الدول وغيرها لتتحمل مسئوليتها الوطنية والدينية وتقاوم تلك الأنظمة العميلة التي لن تنفعها "إسرائيل" وأمريكا في الوقوف أمام ثورة شعوبها كما حدث في إيران والعراق ومصر وليبيا وتونس.
وانه لمدعاة للفخر والاعتزاز ان الشعب اليمني تمكن في 21 سبتمبر 2014 من التخلص من الهيمنة الأميركية والسعودية و وضع بلاده في وضع حصين بعد أن كان مرتهنا للإرادة الأميركية في ظل إدارة فاسدة سعت خلال عقود للتقرب من الكيان الصهيوني.
وها هي أمريكا وصنيعتها السعودية والإمارات تشن حربا وعدوانا ضد اليمن وشعبها بهدف إخضاعه للنفوذ الأميركي الصهيوني ولكن أطماعها تحطمت أمام صمود وكفاح الشعب اليمني الذي سطر أروع ملاحم البطولة دفاعا عن وطنه.
انتهى ** ح ع
طهران / 11 كانون الثاني / يناير / ارنا - توصل اليمنيون من يوم إلى آخر إلى قناعة تامة بأن العدوان عليهم هو في الأساس أمريكي صهيوني، وأن السعودية والإمارات هما أدوات فقط، حيث تزداد هذه القناعة حين تسارع الدول التي شاركت في العدوان على اليمن للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
تعليقك